logo

رحلة مع إعلانات زين للعيد

في كل عام، يحمل لنا العيد شيئًا من البهجة، وكثيرًا من التفاصيل التي تتكرر بطقوسها وأصواتها وروائحها. لكن وسط هذا التكرار، هناك دائمًا شيء جديد ننتظره. إعلان العيد من زين، على سبيل المثال، أصبح بالنسبة لكثيرين علامة لبداية أجواء العيد، مثل رائحة القهوة أول الصباح، أو صوت تهنئة قديمة يعرفها الجميع.

رحلة مع إعلانات زين للعيد

في كل عام، يحمل لنا العيد شيئًا من البهجة، وكثيرًا من التفاصيل التي تتكرر بطقوسها وأصواتها وروائحها. لكن وسط هذا التكرار، هناك دائمًا شيء جديد ننتظره. إعلان العيد من زين، على سبيل المثال، أصبح بالنسبة لكثيرين علامة لبداية أجواء العيد، مثل رائحة القهوة أول الصباح، أو صوت تهنئة قديمة يعرفها الجميع.

هذا النوع من الإعلانات لا يُصنع في يوم، ولا يُشاهد لمرة واحدة. بل يتحول إلى جزء من ذاكرة جماعية، تتكرر في كل بيت وتثير ذات الشعور كل عام. رحلة زين مع إعلانات العيد بدأت منذ أكثر من عقد، لكنها ليست مجرد سلسلة من الإعلانات بقدر ما هي توثيق بصري لمشاعر الناس في هذا الوقت الخاص من السنة.

من المسرح إلى الطفولة: لحظات خالدة في ذاكرة الجمهور

في عام 2013، قررت زين أن تكسر الإطار المعتاد للإعلانات وقدّمت مسرحية حيّة بعنوان "زين والوحش". تم عرض المسرحية خلال عيد الفطر في الكويت، وجمعت بين قصة معروفة وإخراج محلي، أُعيدت صياغتها لتناسب جمهورًا عائليًا يبحث عن الفرحة المشتركة. أوضحت هذه الخطوة أن زين لم تعد تكتفي بمجرد الظهور على الشاشة، بل أرادت أن تقدم تجربة حيّة تُشعر المشاهد أنه جزء من عالمها.

بلكونة

بعدها بعامين، أطلقت الشركة حملة "يا عيد" (2015)، قدمتها الطفلة راما رباط بصوت عفوي وأداء يفيض بالحيوية. امتزجت كلمات الأغنية بملامح الأجواء العائلية في العيد، فبدا المشهد بسيطًا لكن مفعمًا بطاقة الطفولة. حصد الإعلان تفاعلًا ضخمًا على مستوى المنطقة، وأصبحت أغنية "يا عيد" علامة فارقة تعود للأذهان مع كل عيد.

بلكونة

ثم في 2023، عادت زين لتجدد الدهشة بإعلان "أهلاً أهلاً بالعيد". تميز العمل بظهور افتراضي للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عبر تقنية الهولوغرام، مُضيفًا نكهة من الحنين على الإعلان. احتفى الإعلان ببهجة العيد من منظور يجمع الماضي بالحاضر، في لوحة موسيقية لاقت إعجابًا واسعًا على شبكات التواصل. هكذا تعكس زين في كل مرحلة إدراكها المتجدد لمعنى العيد، واستثمارها للإبداع في سبيل تحويل الأجواء الاحتفالية إلى ذكريات فريدة ترسخ في وجدان الجمهور.

بلكونة

2025: لمى الكناني تقول "أهلًا بالعيد"

في هذا العام، جاءت زين بلمسة مميزة حين اختارت لمى الكناني، التي تعتبر في نظر الكثير نجمة موسم رمضان الأولى بعد دورها البارز في مسلسل "شارع الأعشى"، لتكون وجه حملتها الإعلانية للعيد. أما الإعلان، الذي تولّى إخراجه خالد الرفاعي، فمزج بين أجواء "شارع الأعشى" القديمة وإضافات بصرية عصرية، بدءًا من الألوان الزاهية وصولًا إلى المؤثرات المبتكرة. 

النتيجة كانت لوحة تحتفي بروح العيد وتجمع في تفاصيلها بين ذكريات الماضي وحيوية الحاضر. وما منح "أهلًا بالعيد" زخمًا أكبر هو التفاعل الكبير من الجمهور، فلم تقتصر إنجازات الحملة على مشاهدات تجاوزت أحد عشر مليونًا خلال أسبوعها الأول، بل تجسّد النجاح أيضًا في إشادة الناس بإطلالة لمى الكناني واعتزازهم بظهور موهبة سعودية في حملة نالت صدى واسعًا.

بلكونة

من يصنع هذه اللحظات؟

النجاح المتكرر لحملات زين لا يعود فقط للفكرة، بل لفريق كبير يقف خلف كل تفصيلة. بشار الشطي، مثلًا، لم يكتفِ بالتلحين، بل شارك في صياغة الصوت الشعوري لكل حملة. أما الإخراج، فكل مرحلة كانت لها رؤيتها. من المسرح الحي وصولًا إلى توظيف التقنيات الحديثة، بحيث تبقى قيمة العيد حاضرة في وجدان الجمهور.

وراء الكواليس، هناك أيضًا فرق التصميم، الإخراج الفني، والمؤثرات البصرية. هم من يمنحون الإعلان شكله النهائي. هم من يقررون إن كانت اللقطة تُؤخذ صباحًا أم ليلًا، وإن كانت الزاوية العلوية ستُظهر الطفل وهو يركض، أم ستكتفي بضحكته. مهما اختلف الشكل أو الوسيلة، فإن سر التأثير الحقيقي يكمن في هذه المنظومة الإبداعية التي تضفي بُعدًا إنسانيًا على كل تفصيلة.

هل يمكن لإعلان أن يصنع ذكرى؟

في حالة زين، يبدو أن الإجابة نعم. كثير من الناس يتذكرون أجواء عيد معيّن من خلال إعلان زين في ذلك العام. هذا النوع من الارتباط العاطفي لا يُشترى، بل يُبنى بالتراكم. وهنا تكمن قيمة هذه الحملات: في قدرتها على أن تكون صادقة بما يكفي لتدخل البيوت، دون استئذان، وتُرحب بنا في عيدنا.

ما بعد الإعلان

إعلانات زين لا تُطلق ثم تُنسى. بل تصبح جزءًا من حديث الناس، من مشاركاتهم على السوشيال ميديا، من تعليقاتهم حول من هو الأفضل هذا العام. وربما لهذا السبب أصبحت جزءًا من التقاليد المصاحبة للعيد. كما لو أن الإعلان، كل عام، يأتي ليقول: ها نحن نبدأ من جديد.

هذه الحملات لم تكن يومًا مجرد تسويق. كانت سردًا بصريًا يعكس تطوّر الذائقة السعودية والخليجية، وتحوّلات المجتمع، دون أن يفقد جوهره. وربما هذا ما يجعلنا نعود لها كل عام، ونرى فيها مرآة لفرحنا الجماعي.

في النهاية، لا يمكن الجزم بما سيحمله عيد العام القادم، لكن إن استمرّت زين على هذا النحو، فمن المؤكد أن هناك إعلانًا جديدًا سيأتي ليقول لنا، بطريقته الخاصة: كل عام وأنتم بخير.

حملة إعلانية - Advertising Campaign

حملة إعلانية - Advertising Campaign

سلسلة من الإعلانات التي تهدف إلى تحقيق هدف معين، مثل زيادة المبيعات أو الوعي بالعلامة التجارية.

إظهار المزيد
اقرأ المقال التالي