و"زيوو".. وليد الفراج نموذجاً للاختيار الإعلاني غير الموفق
تقول التقاليد الإعلانية – إن صح تسميتها – بأنه من الضروري أن تتمتع الشخصية الإعلانية بالمصداقية والسمعة، الجاذبية، وأن يكون النجم معروفاً لا يعني بالضرورة أنه مقبول.
تقول التقاليد الإعلانية – إن صح تسميتها – بأنه من الضروري أن تتمتع الشخصية الإعلانية بالمصداقية والسمعة، الجاذبية، وأن يكون النجم معروفاً لا يعني بالضرورة أنه مقبول.
ونعني بذلك الإعلامي وليد الفراج ذو التناقضات الكروية، والذي ظهر في إعلان تلفزيوني مع النجم المصري كريم عبدالعزيز على متن الطائرة، وفي الإعلان يفصح الفراج بأن لديه منزلاً في "مدينتي" الشهيرة في القاهرة، ويمتدح مجموعة طلعت مصطفى القابضة المالكة للمدينة السكنية بشكل مكشوف ومعلن، ليرد كريم عبدالعزيز بأن هناك مشروعاً مشابهاً في السعودية للمجموعة ذاتها باسم "بنان الرياض".
وفي الإعلان الهارب من العام 2003، أو نهاية التسعينيات، يبدو كتلقين وخطاب مباشر، أو كقراءة نشرة تلفزيونية، وليس إعلاناً يليق بـ (سنة البلنتيات) كما يطلق عليها.
مقدم متمكن.. وتمثيل "متواضع"
إعلان غير معتاد يقدمه وليد الفراج لصالح شركة طلعت مصطفى ومشروعها الجديد في الرياض، فالإعلان يتضمن حوارات تعتبر نوعاً ما طويلة لكنها تعطي مفهوماً شاملاً للمشروع وتربطه بنجاح مشروعات سابقة لذات المطور العقاري.
"أبو بدر" مقدم متمكن، لكن تمثيله أقل من مستوى سيء، أو "خايس" بلغة المغردين، الذين تمنوا لو خضع لدورة متقدمة ومكثفة لدى أخيه الممثل المعروف خالد الفراج.
"زيو" أو "زو" هي لمسات الفراج في الإعلان، الكلمة التي اعتاد أن يرفع بها ضغط جماهير الأندية الأخرى، ولكن؛ هل تصلح لإعلان عقاري يستهدف جذب أكبر عدد ممكن من المشترين والعملاء من شتى الأندية الرياضية؟
أو لنصيغ السؤال بطريقة مغايرة: الفراج البالغ من العمر 55 عاماً، ما الفئة العمرية أو الطبقة الاجتماعية التي يخاطبها؟ وعند اختيار المعلن لشخصية محسوبة على نادٍ ما، هل يتوقع اقتناع جماهير الأندية الأخرى؟
أوليس نجم بحجم كريم عبدالعزيز يفترض أن يقابله نجم سعودي بالحجم ذاته، بالجماهيرية ذاتها؟
مغامرة غير محسوبة
الإعلان المصور في القاهرة لمطور عقاري يحمل تجربة ناجحة في مصر، وتجربة مستقبلية في الرياض، هو بحد ذاته مغامرة غير محسوبة، فالتجربة الإعلانية المصرية تقليدية في غالبيتها، إذا ما استثنينا إعلانات شركات الاتصالات المصرية التي تعتمد على عدد كبير من النجوم على وقع الأغاني.
من المعروف عن الفراج حبه لكل ما هو مصري، وحتى المدرسة الإعلامية المصرية، بحسب المقربين منه، الذين أكدوا لـ (بلكونة) أن الإعلان جاء بطلب من طلعت مصطفى نفسه، الذي اختار الفراج لسبب أو لآخر.
يخلص الدوري و"زيو"
يقول الإعلامي وليد الفراج عن هذا التعاون في تغريدة عبر حسابه على منصة (إكس):
"سعدت بالتعاون الأول مع مجموعة طلعت مصطفى المصرية في مشروعها الجديد "بنان" والذي سيقام في ضاحية الفرسان بشرق مدينة الرياض .. كل الشكر للأستاذ هشام طلعت مصطفى على ثقته مع تمنياتي للشركة بالنجاح في تجربتها السعودية الأولى"، ودون أن يشير إلى كونه إعلان بكلمة صريحة.
إلا أن الغريب هو نشر الفراج لمنشور على فيسبوك يقول أنه قضى "يومين" جميلين في مصر لتصوير الإعلان، لكنه كتب المنشور ذاته في منصة (إكس) لافتاً أنه قضى "ساعات" جميلة، مع فارق جمهور المنصتين المصري والسعودي، ولا يعنينا ذلك، وما إذا كان بهذا التغيير على منشوره يرمز بشكل خفي إلى محبة وميل قوي للمدرسة المصرية، ويخشى من إعلان ذلك بشكل جلي للجمهور السعودي.
كما أن الاستعانة بالمشاهير في إعلانات العقارات يبدو مخيفاً للجمهور، الذي كتب "الله يستر.. خلصنا من بيوت الكراتين بيطلع لنا بيوت الفلين".
الأسعار جنونية
على الجانب الآخر، تكشف بيانات وتقارير مختلفة عن أسعار الوحدات السكنية في مشروع بنان بأنها "جنونية" ومبالغ فيها، فالشقق بمساحات 53 متر حتى 176 متر بأسعار تبدأ من 260.4 ألف ريال إلى 1.025 مليون ريال، أما الفلل بمساحات 216 متر حتى 412 متر بأسعار تبدأ من 1.107 مليون ريال إلى 2.710 مليون ريال غير شاملة الضريبة ووديعة الصيانة، وبخلاف احتساب الفوائد البنكية.
وبلغة الأرقام، فإن المتر يكون قد تجاوز حاجز 5700 ريال رغم مجانية الأرض، بالشراكة مع الشركة الوطنية للإسكان.
ورغم هذا الارتفاع، أعلنت مجموعة طلعت مصطفى المصرية قبل أيام ارتفاع الحجوزات في مشروع بنان شرق الرياض إلى حوالي ملياري ريال (24.2 مليار جنيه) بعدد 1706 وحدات وذلك حتى 20 مايو الجاري، أي أن الحجوزات في المشروع تمت خلال خلال 4 أيام عمل فقط منذ الإطلاق الرسمي للبيع يوم الأربعاء 15 مايو.
ولا يزال في جعبة المشروع نحو 27.750 وحدة سكنية بين فلل ووحدات سكنية للعائلة، تتوزع على مساحة المشروع التي تبلغ 10 ملايين متر مربع خصص منها 40% مساحات خضراء شاسعة مفتوحة.
وفي الخلاصة، فإن مستوى الحجز الذي يعده البعض مرتفعاً إلى حد ما، جاء مدفوعاً بالحاجة للعقار وليست لقوة إعلان الفراج بطبيعة الحال.
الفراج في اليوم الوطني الأخير تندّر و"طقطق" على إعلان نادي النصر في هذه المناسبة، ونادى كريستيانو رونالدو المشارك في الإعلان بالشيخ "صنت"، مخاطباً إياه "حللت عقدك"، وهاهو اليوم تحت مقص الرقيب الإعلاني، من متخصصين أو حتى الباحثين عن عقار في مدينة بنان.. فهل يتسع صدره لهذا النقد البناء الذي لا يفسد للود قضية؟