افتتاح فرع ماتش.. العطور المقلدة لم تعد عيباً!
كيف أقنعتنا العلامة التجارية "ماتش" بالعطور المقلدة أو المستوحاة؟ وهل النجاح يجب أن يقترن بمنتج فريد ومتفرد.. نفيس وغالي الثمن؟ المفاجأة غير المتوقعة أن هذه الشروط لا تنطبق على عطور ماتش.. لكنها نجحت! ويعلمنا حفل افتتاح الفرع الأول لعطور "ماتش" أن نمرر أفكاراً تسويقية مستحيلة، والحق أنها لم تكن ستمر علينا لولا هذه التوليفة التسويقية المميزة. فما هو السر؟
لفت الأنظار
تضمن حفل الافتتاح للفرع الأول لعطور "ماتش" درساً تسويقياً ذكياً.
استطاع من خلاله أصحاب العلامة التجارية تحويل نقاط الضعف إلى قوة، وإنْ لم تظهر مالكة العلامة خلال الحفل على الإطلاق.
بقيادة الأخوين يزيد وعبدالله الراجحي، وحضور حشد من المشاهير، مثل سارة الودعاني، قعيد المجد، فوز الفهد، مروج الرحيلي، سعود القحطاني، محمد الدريم، الفنان عبدالعزيز الشهري، ونجم المنتخب السعودي والهلال سابقاً سامي الجابر، وغيرهم الكثير من المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، أقامت "ماتش" حفل افتتاح ملفت ومليء بالأضواء والبهجة، تضمن عرض الدرون المضيئة، بتنفيذ شركة نيو رايز تيتش بالشراكة مع شركة صلة.
ولعل هذا العدد الكبير من المشاهير، ساهم في تسويق المنتج وتعزيز ثقة المستهلك والعملاء المستقبليون لهذه العطور، من خلال مزايا عديدة، نتناولها في السطور التالية.
الطيب الأصلي بالسعر الأصلي
تتمتع عطور "ماتش" بمصداقية، وثبات، فهي فواحة، وسعرها في متناول الجميع، ولكن؛ أليس غريباً أن يحقق عطراً بهذا السعر هذا الانتشار الكبير؟
أسعار العطور لا تتجاوز 75 ريالاً، وهي الميزة الأولى للعلامة التجارية، ودعم المشاهير له وتأثيرهم على متابعيهم هي ميزة ثانية، وميزة ثالثة وهي أن العلامة تتضمن 75 عطراً ترضي كافة الأذواق، وميزة رابعة وهي أن العطور تحمل "ضمان بلاتيني" بمعنى أنه إذا لم يعجبك العطر يمكنك الاستفادة منه واستعادة ما دفعته، في دلالة على الثقة بالمنتج وقدرته على إرضاء الذائقة، وميزة خامسة ومهمة تتجلى في أن من يقف خلف العلامة التجارية "سيّدة" أعمال تتمتع بمصداقية وثقة عالية وتنحدر من عائلة تجار من ذوي السمعة الطيبة، وهي سارة الراجحي، شقيقة سائق الراليات ورجل الأعمال يزيد الراجحي.
"الطيب الأصلي بالسعر الأصلي" هو شعار رفعته العلامة التجارية، وهي بالمعنى العامي الدارج "عطور مقلدة للأصل بسعر منخفض"، مع التأكيد على أن العطور "مستوحاة" وليست "مقلدة".
والسؤال القانوني هنا: هل ستسمح العطور الأصلية بأن تباع عطورها عند علامة تجارية أخرى بربع قيمتها؟ من خلال استنساخ الرائحة وبالجودة ذاتها وبسعر أقل؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
نجاح مبكر
على مدار الساعة، يستقبل الفرع الأول في حي العقيق بمدينة الرياض زواره، في حركة تسويقية تقام للمرة الأولى في عالم العطور.
ومن المزايا التي تحملها العلامة التجارية، هي الاسم المميز، فـ "ماتش" في اللغة الإنجليزية تعني مباراة، لكنها تعني أيضاً التناغم والانسجام، وهو اسم سهل الحفظ أيضاً.
وفي دلالة على النجاح المبكر المتوقع لهذه العلامة، نستعيد قصة من أوائل العام الحالي 2024.
لنعد إلى يناير الماضي، وفيه أعلن يزيد الراجحي عن إعلان لعطور ماتش، دعماً لشقيقته سارة، وفي أقل من 24 ساعة من إعلانه نفذت جميع المنتجات.
يزيد الراجحي تحدث عن سرعة انتهاء عطور ماتش من الموقع، معلقاً "طلب الناس وحب الناس للمنتج، وسارة اشتغلت على جودة ومنتج وسعر وتشكيلة رائعة"، وكشف أن شقيقته وقعت عقداً لافتتاح 41 فرعاً، وراح تكون متواصلة الفروع حتى تصل لـ 50 فرعاً.
فما رأي المنافسين في القطاع ذاته؟ بالتأكيد؛ لم تكن الأصداء "سارّة"، ويكفي أن نسرد تغريدة مصمم العطور المحترف بدر الحرقان للدلالة على هذه الآراء:
"أخشى أن تصبح السعودية أكبر سوق للعطور المقلدة في العالم..
يجب ضبط هذه الفوضى التي فيها سرقة علنية للحقوق تحت اسم (مستوحى)..
العرب هم من أوصل العطور إلى أوروبا عبر طريق البخور..
مؤسف أن نكون الآن مقلدين فقط..!!".
وأضاف مصمم العطر الرسمي للخطوط السعودية في تغريدة ثانية:
"لما كتبت هذي التغريدة ما كنت أقصد براند معين..
ولا أستهدف أشخاص معينين..
أنا فقط أتكلم من غيرة على بلدي..
نقدر نبتكر عطور من أرضنا..
التقليد صناعة لا مستقبل لها.."
فهل فعلاً كما يقول بأنه لا مستقبل لهذه الصناعة؟
رغم نفاذ المنتج من الموقع الإلكتروني وانتظار العملاء لتوصيل منتجاتهم لمدة تتجاوز 3 شهور؟
لا تأكيد على ذلك؛ لكن الأكيد أن عطور "ماتش" علمتنا أول درس تسويقي مجاني في عالم العطور.