جنون سعر مياه رونالدو.. اقرأ قليلاً أيها "الدون"!
أتذكرون حينما أزاح النجم كريستيانو رونالدو قارورة مشروب غازي من أمامه، في مؤتمر صحفي ضمن بطولة اليورو 2020، ووضع مكانها قارورة مياه، وخسرت شركة المشروب العالمية حينها 4 مليارات دولار؟ "الدون" يضرب من جديد، ويبدو أن ذلك كان مخططاً له! ففي سوق مليء بالمياه المعدنية؛ أطلق مياه معدنية صحية جديدة باسم "URSU"، ولحقه خصمه اللدود ليونيل ميسي بإطلاق مشروب طاقة يحمل اسمه أيضاً.. فهل تعتبر هذه الطريقة ناجحة تجارياً؟ وهل تستحق سعرها المرتفع جداً؟
شراكة مع هوامير قطاع الإعلان السعودي
في شهر يونيو الحالي، شاهدنا ظهوراً لمنتجات ميسي ورونالدو، وتنافساً وتلاحقاً بين النجمين.
ففي حالة رونالدو، أطلق من مدريد في منتصف العام الماضي علامته التجارية للمياه (URSU)، وتلا ذلك بشهور، في أكتوبر الماضي، توقيعه عقد رعاية لفعاليات موسم الرياض مع معالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، لكنها وصلت إلى منافذ البيع السعودية تجارياً قبل أيام، وشهدت تداولاً وظهوراً إعلانياً مميزاً.
("أورسو" بقوة الطبيعة).. بهذا الإعلان في شوارع الرياض وعدد من مدن المملكة ظهرت المياه الجديدة، وقبل أيام أعلن الرئيس التنفيذي للعربية للإعلانات الخارجية ورئيس مجلس إدارة شركة الوسائل SMC محمد الخريجي عن شراكة جديدة مع النجم العالمي رونالدو، ولكن.. هل يكتب لهذا الترويج الإعلاني النجاح رغم سعر العبوة المرتفع؟
8 أضعاف سعر مثيلاتها
أثار سعر عبوة المياه جدلاً واسعاً، وهي كالتالي:
1. الحجم الصغير (0.33 لتر) 3.95 ريال.
2. الحجم الوسط (نصف لتر) 4.59 ريال.
3. الحجم الكبير (1.5 لتر) 9.95 ريال.
وبحسبة بسيطة؛ فإن سعر عبوة المياه تتجاوز في قيمتها ثماني أضعاف مثيلاتها في السوق السعودي، حيث يؤخذ في الحسبان عدداً من المزايا، مثل التصميم الأنيق، ومكوناتها الثرية والمتفردة، ورعاية نجم عالمي لها.
بمنتجه القادم من جبال إسبانيا، من نبع "أورسو" الذي كانت تسافر له الدببة لشرب مياهه النقية كما يُقال، جعل رونالدو علبة المياه من البلاستيك المعاد تدويره، وهي مياه قلوية مضادة للأكسدة، تحمل رقماً قلوياً عال، وهو الرقم الهيدروجيني 9، الأكثر قلوية في السوق الإسباني والسعودي وفقاً لمتابعين، وتساعد على استعادة الحيوية العضوية، لانخفاض الأملاح.
وتتوفر المياه وفقاً لصفحة الشركة الرسمية على منصة (إكس) في كلاً من إسبانيا، السعودية، البرتغال، بريطانيا، سويسرا وألمانيا.
هل يكتب لها النجاح؟
في استطلاع على منصة (إكس) يلخص المستقبل المرتقب لمنتج مياه رونالدو، يخيّر مغرّد السعوديين بين خيارين:
أنا سعودي وعندي محل أبيع برجر بـ 30 ريال، وجنبي محل غير سعودي يبيع نفس البرجر بـ 10 ريال، وأنت تحب البرجر وكل يومين تشتري. بتشتري مني وتدعم وطنك وأبناء وطنك وتساعد على دوران النقود داخل الاقتصاد؟ وإلا بتشتري من أبو عشرة؟
وبعد مشاركة 196 ألف شخص في الاستطلاع، كانت الإجابة صادمة!
85% ستشتري منتج أبو 10 ريال، و2.9% ستشتري منك أبو 30 ريال، ونسبة 11% سترى النتيجة فقط..
فكيف إذاَ بمياه معدنية لنجم عالمي محسوب على نادٍ عاصمي معين، وسعرها يتجاوز سعر العبوات في السوق بثماني أضعاف؟
وهل السوق السعودي يعي تماماً المزايا التي تحملها هذه المياه، ويعلم معنى القلوية والأكسدة؟
وفي مثال آخر، ظهر محمد جلال الرئيس التنفيذي لشركة إكسترا لبيع الإلكترونيات، في أحدث حلقات بودكاست "سوالف بزنس"، وقال إن العميل قد يتركك المنتج بسبب فارق 10 ريالات، مشيراً إلى أن تكنيكيات التسويق تسقط أمام الواقع، وأن المستهلك يحق له أن يتركك بفارق أي سعر.
ولعل ذلك ينطبق أيضاً على منتج أورسو لكريستيانو رونالدو، فكرتون المياه الواحدة تتجاوز في قيمتها نحو 113 ريالاً لعبوة 500 مل (نصف لتر × 24 عبوة)، و 92 ريالاً للحجم الأصغر بعدد العبوات نفسه، ما ينبئ بفشل المنتج في السعودي.
ولعلنا في هذا الجانب، ننصح نجم نادي النصر السعودي بقراءة كتاب "ابتكار نموذج التسعير"، و"سياسات التسعير"، وأخيراً كتاب "خطأ في السعر.. أسس التسعير العادل والتكلفة الحقيقية للتسعير الجائر"، حتى لا يخسر السوق، مثلما خسر كروياً هذا الموسم.
مأزق التسعير
في هذه الآونة، أطلق ليونيل ميسي لاعب إنتر ميامي الأمريكي، مشروب طاقة جديد من إنتاجه الخاص منتصف شهر يونيو، ونشر قائد منتخب الأرجنتيني مقطع فيديو له عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء زيارته للمصنع المعني بتصنيع المشروب الجديد والذي سيكون الواجهة الإعلانية له أيضاً.
وعلق ميسي على الفيديو: "بذلنا جهداً كبيراً في التحضير لإطلاق مشروب طاقة مُرطب، لأن هذا الأمر مهم جداً للجميع ونريد التأكد من أننا نحصل عليه بشكل صحيح".
فهل يقع ميسي في مأزق التسعير الذي وقع فيه رونالدو؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة.