logo

هل تعمّد ماجد عبدالله أن يخيّب آمالنا ويأتي بالعيد مبكراً؟

من منا لا يتذكر هدف ماجد عبدالله التاريخي في نهائي كأس الملك 1987، الذي قفز فيه نحو 3.2 متراً في الهواء مسجلاً هدفه في غريمه الهلال، ليهدي "العالمي" اللقب؟ هدفٌ جميل، لكن هدف ماجد عبدالله هذه المرة مثير للجدل، ومخيّب للآمال.. وفي مرمانا!

هل تعمّد ماجد عبدالله أن يخيّب آمالنا ويأتي بالعيد مبكراً؟

حركة مقصودة؟

العيد جاء باكراً قبل موعده بعشرة أيام، حينما تفاجأ محبو أحد أساطير كرة القدم السعودية اللاعب السابق ماجد عبدالله، بعد انتشار إعلان لمنتج عطري تم تصويره في الظلام الدامس، ويحمل فيه ماجد عبدالله قطعة بلون أسود غامق، وأظهر الإعلان اللاعب المعتزل وكأنه يرسل إيحاءات إباحية تسعى إلى رفع انتشار الإعلان ورواج المنتج، إذ يتضح ذلك من خلال الإخراج وطريقة الجلوس ومكان وضع المنتج واتجاهه، فهل الحركة مقصودة فعلاً؟ أم سوء حظ ومجرد توافق صدف؟

لا يختلف اثنان على أن اللاعب معروفٌ بطيبته وأخلاقه، فاللاعب الذي تجاوز عمره الستين عاماً تعرض لسقطة من خلال الإعلان الذي يتداول حالياً على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وحذفته منصة "تيك توك" أكثر من مرة، فماذا يقول علم الإعلان في تحليله للإعلان المسيء؟

لكل جواد كبوة

لم يثر اللاعب الجدل بهذه الطريقة في حياته واعتزاله، مثلما أثاره هذه الأيام والساعات الماضية، وسط تساؤلات: ألم يرَ اللاعب الإعلان قبل خروجه للمستهلك؟ عادةً، وقبل بث الإعلان للعلن تلفزيونياً أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمر بعدد من المراحل؛ مثل مرحلة الإعداد وكتابة السيناريو، ونيل الموافقات واختيار النجم المشارك، وإضافة لمسات فريق التسويق والمحتوى، ومرحلتي التصوير والإخراج والمونتاج، وأخيراً جلسة المشاهدة برفقة النجم وفريق العمل والعميل (صاحب المنتج) ومستشاري اللاعب ووكيله الإعلاني -إن وجد-، فكيف مر الإعلان على كل هؤلاء مرور الكرام؟

ووفقاً لخبراء (بلكونة)، سيناريو الإعلان بحد ذاته مريب، من حيث زواية التصوير والإضاءة، ووضعية الجلوس، وطريقة مسك جهاز التعطير الذي يعلن له ماجد عبدالله، ومكان الجهاز، وصولاً إلى النص، ثم تغيير اتجاه الجهاز نهاية الإعلان. وبعيداً عن اسم العلامة التجارية الممولة للإعلان، وكذلك الوكالة المنتجة له، يرى مستخدمون أن الإعلان بحد ذاته سقطة جواد في تاريخ اللاعب ومشواره الطويل، ليترك أزمة اتصالية إعلانية واسعة النطاق.

إعلانات

ماجد عبدالله ليس جديداً على عالم الإعلانات، ففي مسيرته إعلانات لأقمشة، ومشروبات ومرطبات، وعسل، لكنه هذه المرة وقع ضحية إعلان يحمل إيحاءات غير أخلاقية، سواءً بشكل مقصود أو دون قصد، وبدأ يفقد رصيده لدى محبيه ويتزحزح عن مكانته الكروية. المتتبع لتعليقات مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي داخل المملكة، يلمس سخطاً على اللاعب، الذي قد يكون تم استغلاله ولم ينتبه لما يحدث خلال التصوير، وكان ينفذ تعليمات المخرج الذي أراد أن يجعل الإعلان مثيراً للجدل، وقد نجح فعلاً في وقتٍ أساء فيه لسمعة اللاعب، فهل تخضع الوكالة الإعلانية لعقوبات من الجهات المختصة؟

وفي الوقت ذاته، استغرب الجمهور من عدم وجود مستشارين للاعب لحفظ حقوقه وسمعته، وتقديم النصح في عالم التسويق والدعاية والإعلان، والإعلام أيضاً، لاسيما وأنه مستثمر، ومن مؤسسي شركة "قممي للاستثمار" التي تضم سبعة أنشطة من أهمها إدارة الأوقاف والاستثمار الرياضي.

اعتذار المعلن

إعلان جهاز التعطير يعيد إلى الأذهان الإعلان المخالف للآداب العامة الذي بثته سلسلة مطاعم سعودية شهيرة متخصصة بتقديم وجبة "الشاورما" في العام 2018، إذ ألزمت وزارة التجارة الشركة بإزالة الإعلان من فروعها وحساباتها في مواقع التواصل، واستدعاء أصحابها لاستكمال الإجراءات النظامية، وكذلك إعلان الفنان المصري بيومي فؤاد في العام 2021، الذي تضمن نكتة فيها إيحاءات للترويج لمطعم سعودي واعتذر عنه لاحقاً، وكذلك اعتذار "زارا" العالمية عن حملتها التسويقية التي ظهرت فيها عارضة أزياء وهي تحمل تمثال عرض ملفوف بغطاء أبيض شبيه بالكفن؛ مستوحى من أحداث حرب غزة، إلى جانب اعتذرات أخرى كثيرة في عالم الإعلان خلال العامين الأخيرة.

وعودة إلى إعلان ماجد عبدالله، افترض آخرون أن الإعلان مجتزأ ومقتطع من "بروفات" التصوير، داعين اللاعب إلى مقاضاة الوكالة الإعلانية، وإيقاع العقوبات الرادعة التي تضمن عدم المساس بالأخلاق والآداب العامة مستقبلاً من قبل مستثمرين ومعلنين ووكالات الدعاية والإعلان.. فهل نشهد خلال الأيام القادمة تحركاً في هذا الملف أو اعتذاراً من الشركة المعلنة؟



اقرأ المقال التالي