أحمد يونس قصة ملهمة وتجربة استثنائية
رحلته في صناعة الإعلان وكيف وصل إلى وظيفته الحالية كرئيس إبداعي في Publicis Communications.
أحمد يونس عن رحلته في عالم الإعلان.
رحلته في عالم الإعلان
بداياته من أين وكيف وصل إلى محطته الأخيرة كرئيس إبداعي في Publicis Communications، كانت رحلة طويلة ومليئة بالصدف. تخرج بدرجة في الفنون الجميلة، متخصصًا في الهندسة المعمارية الداخلية، وكان حلمه العمل في صناعة الأفلام كمدير للفنون، مستفيدًا من تخصصه في التصميم الداخلي.
بدأت رحلته عندما عرض صديقه، الذي درس معه، على الانضمام إلى شركته الصغيرة للتصميم بعد اطلاعه على مشروع تخرجه. بدأت مسيرته المهنية في وكالات إعلان محلية، ثم أسس شركته الخاصة، FC Studio، المتخصصة في تصميم الجرافيك. تقدم في مسيرته المهنية ليصبح مديرًا إبداعيًا في وكالة إعلانية لمدة خمس سنوات قبل أن ينضم إلى Facebook لقيادة فريق الاستراتيجية الإبداعية. وفي النهاية، وصل إلى منصبه الحالي كرئيس إبداعي في Publicis Communications.
الحملات الاعلانية في منطقة الشرق الأوسط
بصفته واحدًا من أفضل 10 قادة إبداعيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعتقد أن الحملات الإعلانية الناجحة في المنطقة تتميز بقدرتها على حكاية القصص بشكل ممتاز. تختلف الدول في المنطقة في تخصصاتها الإعلانية، فمثلاً، فيرى أن دول الخليج تتميز بإعلاناتها التفاعلية وإعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتميز المملكة بإعلانات الأفلام وتنظيم الفعاليات المهمة مثل Leap.
التحديات والفرص في مجال الإعلان
بالنسبة للتحديات والفرص الفريدة في مجال الإعلان في المملكة العربية السعودية، فيرى أنها مرتبطة بشكل مباشر بتخصصاتنا. "نتميز ببراعتنا في إعلانات الأفلام، ولكننا متأخرون قليلاً في أنواع الإعلانات الأخرى. تحدينا هو تنويع الإعلانات بعيدًا عن الأفلام، وهو ما نسعى لتحقيقه في شركتي الحالية". فهو يسعى للتفكير خارج الصندوق والنظر إلى أشكال الإعلان الأخرى قبل اللجوء إلى الأفلام. ففي تحد آخر هو الحاجة للتفكير باللغة العربية في الإعلانات، ولكن معظم التعليم الإعلاني باللغة الإنجليزية. لذلك، هناك فجوة في مزج الإعلانات بثقافة المملكة واللغة.
الحساسية الثقافية
يرى أحمد أن الحساسية الثقافية والتعريب نقاط مهمة جدًا في حملات الإعلان، خاصة في منطقة متنوعة مثل الشرق الأوسط. في بعض الأحيان، يُفهم التعريب بشكل خاطئ، إذ لا يكمن في الكتابة فقط بل في التفكير باللغة العربية وتأثيرها على الحساسية الثقافية.
نصائح للشباب
بالنسبة للمحترفين الشبان الذين يطمحون للنجاح في مجال الإعلان، خاصة في الشرق الأوسط، يطرح أحمد عدة نصائح:
من المهم العمل مع فريق محترف ومجتهد، وليس البحث عن أكبر وظيفة أو أعلى راتب، بل تعلم من فريق متنوع وماهر.
وأيضًا الاهتمام بالصحة النفسية لتجنب الاحتراق الوظيفي، والتمسك بالطريق الطويل بدايةً ونهايةً.
التوازن بين الإبداع والفعالية في حملات الإعلان
كيفية التعامل مع التوازن بين الإبداع والفعالية في حملات الإعلان، خاصة عند استهداف جماهير متنوعة، أمر بالغ الأهمية. فهو يؤمن بشدة بأن الإبداع والفعالية هما وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن فصلهما عن بعض. الأفكار المبدعة تساهم بشكل فعّال في تحسين حياة الأفراد، وعندما نقدم إعلانًا مبدعًا، فإننا في الواقع نقدم رسالة مفيدة أو نقدم حلاً لمشكلة معينة. كل تحدي تواجهه الشركات ترغب في حله بمساعدة وكالات الإعلان، سواء لزيادة المبيعات أو زيادة الوعي بالعلامة التجارية. لذا، كل ما هو جيدًا للأفراد يكون جيدًا للبيزنس. وبالتالي، لا يمكن فصل الإبداع عن الفعالية في مجال الإعلان، حيث أن الفكرة المبدعة هي فكرة تقدم حلاً لمشكلة سواء للمستهلكين أو الشركات.
نجاح العلاقات بين الشركات والعملاء
يؤمن أحمد يونس أن يمكن للشركات أن تنجح في بناء العلاقات مع العملاء من خلال الإعلان عن طريق الثقة، لأن الثقة هي المفتاح. عمل الشركات مع وكالات الإعلان يجب أن يكون شراكة تعمل من أجل تحقيق أهداف مشتركة. البناء على الثقة وتقديم قيمة مضافة للعملاء هما الطريقة الأفضل لبناء علاقات مستدامة.
التوقعات المستقبلية لصناعة الإعلان في المملكة العربية السعودية
يتوقع أحمد في المستقبل أن تتجه صناعة الإعلانات نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد، وأن ذلك قد يحدث بشكل كبير في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فيمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتحسين عمليات الإعلان، من خلال تسهيل العمل وتحسين النتائج وتقليل الأخطاء البشرية. أن هذا سيفتح مجال لأفكار مبتكرة جديدة، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي في التفكير خارج الصندوق والعثور على حلول إبداعية للمشكلات. ومع التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستتطور صناعة الإعلان بشكل إيجابي، مما يزيد من فعالية الإنتاج وسرعة العمل. ومع ذلك، يجب تولي اهتماما خاصا للجوانب الأخلاقية عند استخدام التكنولوجيا، مثل الخصوصية والأثر النفسي. فنحن مسؤولون عن التصرف الأخلاقي عند استخدام التكنولوجيا في مجال العمل.
أمثلة على استخدام البيانات والتحليلات لتحسين فعالية الحملات الإعلانية
باعتقاده واحدة من الأمثلة المميزة التي تظهر استخدام البيانات والتحليلات لتعزيز فعالية الحملات الإعلانية هي حملة "ليو بيرنت جدة" لـ "بروتكت تسبيح". في هذه الحملة، قاموا بتحليل شامل للبيانات حول عدد الحجاج الذين يستخدمون المسبحة سنويًا وتحديد التحديات التي يواجهونها. بناءً على هذه البيانات، وجدوا فرصة لتقديم حلاً فعّالًا: تصميم وتطوير المسبحة المعقمة. هذا الحل المبتكر والمفيد استجاب لاحتياجات ملايين الأشخاص. بفضل استخدام البيانات والتحليلات، نجحت الحملة في تحقيق تأثير إيجابي كبير وتلبية الاحتياجات بشكل فعّال.
عندما يتعلق الأمر باختيار أي فكرة إبداعية لحملة إعلانية، العامل الأكثر أهمية بالنسبة له هو قدرتها على خدمة كل من المستهلك والعمل. فيجب على الحملة تحقيق أهداف العلامة التجارية بفعالية وتلبية احتياجات ورغبات الجمهور المستهدف. هذا النظر يأتي من حقيقة أن الهدف الرئيسي لأي حملة إعلانية هو تحقيق نتائج إيجابية وتحقيق ربحية للشركة أو المؤسسة الإعلانية.