"ارجعي يا ديمه" .. من هي ديمه؟ حملة شغلت السعوديين وأحيت ذكرياتهم
هل استغلت "ديمه" ذكريات الطفولة في حملتها التسويقية الجديدة؟ فما شهدته شوارع الرياض في الآونة الأخيرة من انتشار لوحات زرقاء تحمل عبارة "ارجعي يا ديمه" يُعد مثالاً على توظيف العواطف في الحملات التسويقية، حيث تهدف "ديمه" إلى استعادة علاقتها مع المستهلكين، خاصة جيل الطيبين، من خلال ربط المنتج بذكريات الطفولة والنشأة، وتقوية الرابط العاطفي بين المنتج وجمهوره.
هل استغلت "ديمه" ذكريات الطفولة في حملتها التسويقية الجديدة؟
فما شهدته شوارع الرياض في الآونة الأخيرة من انتشار لوحات زرقاء تحمل عبارة "ارجعي يا ديمه" يُعد مثالاً على توظيف العواطف في الحملات التسويقية، حيث تهدف "ديمه" إلى استعادة علاقتها مع المستهلكين، خاصة جيل الطيبين، من خلال ربط المنتج بذكريات الطفولة والنشأة، وتقوية الرابط العاطفي بين المنتج وجمهوره.
من هي ديمه؟
مع ظهور إعلان "ارجعي يا ديمه" على لوحات الطرق بكل مكان من العاصمة، أصبحت رفيقة الازدحام، وتركت الجميع في بحر من التساؤلات: من هي ديمه؟
حتى صارت الناس تؤلف الكثير من الأقاويل والقصص بهدف معرفة من ديمه وما مصيرها؟
وبالتزامن مع تواجد اللافتات بجميع الشوارع، بدأت حملات ترويجية للهاشتاق على منصة إكس، لتصبح ديمه ترند السعودية الجديد، وبشعار بسيط من واقع جلساتنا بعنوان "تذكرين سهراتنا.. ارجعي يا ديمه"، لفتت الانتباه وحققت جذب وتفاعل غير متوقع.
واتضح بعد مدة بسيطة من الإعلان الأولي على شاشات الإعلانات بالرياض، أن الحملة يُقصد بها شركة الصناعات الغذائية "ديمه" التي تأسست عام 1986م في المملكة، واختصت بإنتاج البسكويت والكيك والشوكلاته، بالإضافة إلى تصديرها لما يقارب 72 دولة.
ارجعي ديمه
استطاعت شركة "ديمه" بفضل خطتها التي تستند إلى عاطفة المستهلك نحو ذكريات الطفولة والجمعات العائلية، إعادة التفاعل مع المنتج وتغيير الهوية التجارية فكأنها ضربت عصفورين بحجر، في خطوة استراتيجية تتطلب فهمًا للسوق وتوجهات المستهلكين.
فالحملات التسويقية الناجحة تعتمد على فهم عميق للسوق والمستهلك، وتستند إلى عواطف وجوانب ثقافية يمكنها الارتباط بشكل وثيق مع الجمهور المستهدف، وهذا ما ركزت عليه حملة "ارجعي يا ديمه" التي تم إطلاقها في المملكة، بهدف تعزيز التواصل مع الجمهور عبر استحضار مشاعر الحنين للماضي في سياق هوية جديدة تتماشى مع التوجهات الحالية للسوق السعودي.
واعتبر مستخدمي منصة إكس أن حملة "ارجعي يا ديمه" ليست مجرد حملة تسويق عابرة، بل تعكس فهمًا أعمق للسوق والمجتمع، وتُظهر أهمية العاطفة كأداة ترويجية يمكنها تحقيق تأثير قوي ومستدام.
وقد عبّر الجمهور في وسائل التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بالهوية الجديدة ومدى توافقها مع اسمها الفعلي، فهي مستوحاة من الديم، السحاب الممطر، لكن ما هي الدوافع التي جعلت شركة ديمه تُقدم على خطوة كبيرة مثل تغيير الهوية؟
والجواب الممكن هو أن السوق السعودي على مدار السنوات شهد تغييرات كبيرة، وظهور منافسين جدد في سوق المنتجات الغذائية، لذا أصبح من الضروري للشركة أن تجد طريقة لإعادة جذب الانتباه وتحقيق حضور قوي بين المنافسين، فكان التغيير في الهوية التجارية هو الخطوة الأولى في عملية إعادة تقديم المنتج إلى السوق في شكل حديث ومواكب لاحتياجات المستهلك الحالي، والتي استعانت فيها "ديمه" ببعض مؤثري التواصل الاجتماعي الذي كان لهم دور مهم في نشر الرسالة والوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة، حيث حققت "ديمه" زيادة ملحوظة في المبيعات، وطلباً يمكن ملاحظته في السوق، وقوة كاسحة في إحياء العلامة التجارية وإعادتها إلى أذهان المستهلكين؛ عبر إشراكهم في القصة والتغيير.
وفي الختام، نستطيع القول بأن حملة "ارجعي يا ديمه" أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن عاطفة الحنين تعد واحدة من أقوى الأدوات التسويقية، حيث ربطت المنتج بتجارب سابقة للمستهلكين، وعززت من ارتباطهم بالعلامة التجارية.