بندريتا وأبو عمر في إعلان "نيو".. تجربة شخصية أم إعلان مدفوع؟
هل تساءلت يومًا لماذا تستعين الشركات والعلامات التجارية بمؤثرين مرحين أكثر من المؤثرين المتخصصين؟ يرى خبراء التسويق أن هذه الطريقة ناجحة، لأن الفكاهة والشهرة مزيج رائع يكسب ثقة الجمهور، حتى بات الجمهور مؤخرًا لا يفرق بين ظهور المشاهير: هل ظهوره في الفيديو تجربة شخصية أم إعلان مدفوع؟
هل تساءلت يومًا لماذا تستعين الشركات والعلامات التجارية بمؤثرين مرحين أكثر من المؤثرين المتخصصين؟
يرى خبراء التسويق أن هذه الطريقة ناجحة، لأن الفكاهة والشهرة مزيج رائع يكسب ثقة الجمهور، حتى بات الجمهور مؤخرًا لا يفرق بين ظهور المشاهير:
هل ظهوره في الفيديو تجربة شخصية أم إعلان مدفوع؟
الأسلوب الفكاهي
في إطار الحملة التسويقية لترويج تطبيق "NEO" من البنك الأهلي السعودي، نجح المؤثران "بندريتا وأبو عمر" في جذب اهتمام واسع من الجمهور الشبابي، ضمن هدف أساسي للحملة وهو جذب فئة الشباب.
فاختيار "اليوتيوبرز" هو سياسة تسويقية تهدف إلى الاستفادة من شعبيتهم الكبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وجعل المؤثرين جزءًا كبيرًا من الخطة الترويجية، وأيضًا استغلال شريحتهم من المتابعين الشباب لتمرير الإعلان والتأثير في جيل يرى أن المؤثر مصدر للمعلومة الموثوقة!
ففي حملة تطبيق "نيو" الرقمي، نجحت الحملة في الوصول للفئة المرجوة من خلال عنصرين رئيسين هما "اليوتيوبرز، والجوائز"، حيث ركز الإعلان على شهرة بندريتا وأبو عمر في إعلان استطاع عبره إيصال كل الرسائل المطلوبة وشرح مزايا وفوائد التطبيق من خلال الواقع المعتاد مثل إمكانية الاستخدام السهل، تعدد العملات، والمزايا الترفيهية، في محتوى يجذب الجمهور.
فـ "بندريتا" بمحتواه المتعلق بالألعاب والتكنولوجيا بشكل مرح، استفاد من قاعدته الجماهيرية الواسعة لتقديم التطبيق بشكل يتماشى مع نمط حياة الشباب، أما أبو عمر فاستغل أسلوبه الفكاهي والمحبب لتسليط الضوء على مميزات التطبيق، مما عزز من مصداقية الحملة لدى الشباب، واعتمد الاثنان في الترويج على فكرة الراحة والسهولة كأكثر ميزتين يبحث عنهما الشباب، وهو أسلوب -حسب تحليل الخبراء- يساعد على بناء الثقة وكسب جمهور مختلف، مع مساهمته في زيادة معدلات التحميل والاستخدام.
الترويج عبر المؤثرين
يكمن دور الترويج للإعلانات عبر المؤثرين في سهولة الوصول إلى الجمهور المستهدف المحدد للإعلان الموجه، حيث يميز المؤثر في هذا بأن جماهيره محددة ومتناغمة مع اهتماماته ومحتواه، مما يجعله قناة فعّالة للتواصل مع الفئة المعنية من المستهلكين.
كذلك يساهم المشوار الذي قطعه المؤثر في بناء الثقة، وهو أحد المفاتيح الرئيسية لنجاح حملات التسويق عبر المؤثرين، فعندما يوصي المؤثر بمنتج معين، يكون لديه قوة تأثير كبيرة بسبب العلاقة الشخصية التي يبنيها مع جمهوره مع تقادم الزمن، لذا تصبح توصية المؤثر أداة قوية لإقناع الجمهور بالمنتج.
كما أن الطابع الشخصي للمؤثر بأسلوبه الطبيعي وغير التقليدي، يجعل الرسالة تبدو وكأنها تجربة حقيقية وليست مجرد إعلان مدفوع، وبالرغم من معرفة الجهور بأنه إعلان مدفوع إلا أن هذه الطريقة تخلق مصداقية عالية وتفاعلًا أكبر مع الجمهور.
ونستطيع القول أن أكثر ما يخدم المؤثرين في تلك الإعلانات مساحة الحرية في كيفية ظهور الإعلان، لأن اليوتيوبرز يدركون أهمية الإبداع كمصدر للدخل، فيحاول قدر الإمكان الترويج للإعلان بعيدًا عن الملل وبأساليب متنوعة في كل مرة، وأيضًا تعّول الشركات على سرعة الانتشار، فبمجرد تعليق أو إشارة من مشهور يتسم بالتأثير يصبح الأمر ترند؛ فكيف لو كان إعلان كامل قائم على ذلك المؤثر؟!
حجم سوق المؤثرين
وقد صرح الرئيس التنفيذي لمصرفية NEO الرقمية د. صالح الفريح إنهم يستهدفون 10 ملايين عميل، وهو مما لا شك فيه واحدًا من المفسرات التي تبيّن سبب الاستناد على المؤثر وليس المتخصص، بالإضافة إلى اعتمادهم على الجوائز المغرية بتخصيص ساعة لمدة أسبوع كامل لاختيار فائز يومي "بجهاز آيفون 16"، وهو ما أحدث تفاعلًا كبيرًا على منصة "إكس" من المسجلين بالتطبيق للفوز بالآيفون.
وفي لمحة ختامية تحمل معها أرقام لما يسمى بالتسويق عبر المؤثرين، الذي كسب صدى واسعًا مع إدمان السوشيال ميديا، في وقت أصبحت فيه بعض شركات التسويق وسيطًا عوضًا عن بنائها الحملات التقليدية؛ ذكر رئيس شركة "مؤثر" زياد الركادي، بأن حجم سوق المؤثرين حول العالم وصل لـ 11.3 مليار دولار، ويتوقع وصوله بحلول عام 2031م إلى 138 مليار دولار ، وارتفاع عدد الشركات المختصة إلى 19 ألف شركة حول العالم تجاوزت إيراداتها الـ 10 مليار دولار، وبلوغ إيرادات تقارب الـ 15.8 مليون مؤثر إلى 210 مليار دولار في عام 2020م، والقيام بـ 5000 إعلان خلال 180 يوماً فقط عبر مؤثرين محليين وعالميين، فهل ينتهي عصر الإعلان التقليدي ويصبح المؤثر هو عنصر الإعلان الرئيسي للخدمات؟